.+*+. لغتنا العربية..الى اين؟؟ .+*+.

ابدأ موضوعي بهذه الابيات الشعرية للدكتور عثمان مكناسي..

قد شاره من لسـان الضّـاد مفخرةً *** لمّـا تشـرّف بالتنزيـل قرآنـا
لسانُنـا قد سرى سحـراً ، يؤلقـه *** معنى بديـعُ، ولفظ دقّ عِرفانـا
أما المعـاني فبحـرٌ زاخـرٌ عببٌ *** واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنـا
نسعى إليه نِهـالاً من مراشفـه *** ونصطفي من جميل الدر حصبانا
إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفـره *** أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانـا
إن كانت الحَلْيُ قد صيغَتْ بعسجدها *** فهيّجتْ بوميـض المـال دنيانـا
فإن أنوار آي الضـاد من شـرفٍ *** قد تيّمَتْ قبل أهـل العين عميانـا
فهْي العرائس لا تبـلى على قِـدَمٍ *** في كل آن ترى من حسنها شانـا
تهديـك كلَّ جديد من ولائـدهـا *** كفلقة البـدر ، بل فاقتْـه إحسانـا
وصوغُها لصحيح الفكـر يكسبـه *** فوق الوضوح بيانـاً جـلّ تبيانـا

هذه الابيات الجميلة تتكلم عن لغتنا العربية..لغة الضاد.. التي هي ارقى لغات العالم..واخصبها دلالات ومفردات..

لغتنا العربية..لغة القرآن الكريم..كلام الله عز وجل.. اللغة التي كان ينطق بها الرسول علية افضل الصلاة والسلام.. وصحابتة رضى الله عنهم..

لغتنا العربية..تغنى بها الشعراء..وحرص عل تعلمها علماء الهند والسند..فألفوا فيها الكتب..

لغتنا العربية لغة خالدة يجب ان نوليها من الاهتمام وكيف لا وهي تحمل تاريخ حضاري عظيم.. يفرض علينا ان نوليها هذا الجهد والاهتمام..

ولكن.. ما نراه اليوم لا يؤيد هذا الكلام.. ولا يدعو الى الافتختار بالعر بية.. انما ما نراه هو اندثار للغتنا العربية العريقة.. التي بتنا لا نستخدمها الا في حصص اللغة العربية بالمدرسه..!!

فاليوم اصبح للعرب لغة أخرى يسعون الى تعلمها واتقانها.. ويتفاخرون في مصطلحاتها ودلالاتها.. متناسين اهمية لغتنا العربية..

اصبحت الانجليزية في كل مكان..في المستشفيات..المكتبات..المطاعم..المدارس..بين الاصدقاء..وفي البيوت..!!

ان مادفعني ان اكتب هذا الموضوع ما شاهدته قبل ايام..

ابناءنا وبناتنا.. يحرص آباءهم على ادخالهم مدارس خاصه اجنبيه.. ولا خطا في ذلك.. فالجميع يريد المستوى الدراسي الممتاز لأطفاله حسب رأيهم.. ولكن الخطأ ان نرى الآباء يتفاهمون مع الابناء بهذه اللغة!!

إنظروا الى هذا الموقف

دار الحديث بين اثنين :
فيصل: شلونك احمد؟

احمد : Fine

فيصل: شنو هي الي في يدك؟ دبدوب؟

احمد: This is not dabdoob it’s a tiddy bear

فيصل: امممم .. والنعم..

وبينما انا في حديثي مع احمد الصغير امه نادته!!

الام: احمممممد Did you eat your meal؟

احمد : لا ماما I don’t wanna eat now

فيصل: بدون تعليق!!!

هذا هو الحال اليوم مع اطفالنا.. والخطر هو ان يحثهم آباءهم وامهاتهم على اتخاذ هذه اللغة في كل امور حياتهم.. حتى في المنزل.. وفي الاحاديث العاديه!! بدلا ان يحثونهم على الاحتفاظ والافتخار بلغتهم العربية!!

صحيح ان يومنا هذا يدعونا على ممارسة هذه اللغة في امور كثيره في حياتنا.. ولكن لا يدعونا هذا الي التخاذل والاعتماد على هذه اللغة اعتمادا كليا.. ينسينا مفردات لغتنا العربية..

انني انتقد نفسي اولا.. وبعدها انتقد الغير..

ولكن ما يحزنني فعلا.. ان ارى امم آخرى لم تتخذ هذه اللغة اساسا لها!! فاليابانيون مثلا لم يتخذون الانجليزيه اللغة العالمية الاولى بل تمسكو بلتغهم رغم الكل.. ونحن العرب..تخلينا عن لغتنا العربية العريقة.. والتي كان بأمكاننا ان نجعلها هي اللغة العالمية الاولى ..

ليس عيبا ان نتعلم لغة اخرى.. ولكن العيب ان ننسى لغتنا الام وندفنها وراء ظهورنا!!

فما رأيكم انتم??