مقدمة
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان وكرمه فأمر بعبادته
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وأرشده إلى طريق الفلاح
قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
أما بعد :
فالصلاة من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يفقه أحكامها درسا وتطبيقا لعظم قدرها وسمو مكانتها في الإسلام فإذا كان الإيمان قولا باللسان واعتقادا بالجنان فالصلاة عمل بالأركان وطاعة للرحمن ولما كانت الصلاة عبادة يتحقق فيها التجرد لله وحده وتربية النفس على المعاني الإيمانية التي تعد المؤمن لحياة كريمة في الدنيا وسعادة سرمدية في الآخرة
والصلاة عبادة يجب أن تؤدى على وجهها المشروع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )
وهي آخر ما يفقد من الدين فان فقدت فقد الدين كله وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة وكفى بها حدا فاصلا بين الإسلام والكفر
أسأل الله العظيم أن يوفق كل مسلم لهذه الصلاة وان يثبتنا على دينه انه ولي ذلك والقادر عليه .
تعريف الصلاة
التعريف الأول :
لغة : الدعاء بخير
شرعا : التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختمة بالتسليم.
التعريف الثاني :
تُطلق الصلاة ويراد بها الدعاءُ والاستغفارُ
كما في قوله تعالى: {.. وَصَلِّ عَلَيْهِم إنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ…}
وَتُطْلَقُ الصَّلاةُ وُيرادُ بها المغْفِرةُ والرَّحمةُ
كما قال تعالى:
{ إنَّ اللّه وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ يَأَيُّها الذِيْنَ أمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .
وتُطلق وُيراد بها بيُوت العِبادة
كما في قوله تعالى: { وَلَوْلا دَفع اللّه الناسَ بَعضَهم بِبعض لَهُدِّمَتْ صَوَامعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِد يُذْكَرُ فِيْها اسْمَ الله كَثِيْراً..}.
إلى غير ذلك من الإطْلاقات في القرآن وفي الحديث .
أمَّا الصلاة في اصطلاح الفُقَهاءِ فَهِيَ : عِبَادةٌ تتضمَّنُ أقْوالاً وأفْعَالا مَخْصُوصَةً، مُفْتَتَحَةٌ بِالتَّكْبِيْرِ مُخْتَتَمَةٌ بِالتَّسْلِيْمِ .
أهمية الصلاة
للصلاة في دين الإسلام أهمية عظيمة، ومما يدل على ذلك ما يلي :
1- أنها الركن الثاني من أركان الإسلام .
2- أنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبلت قُبل سائر العمل، وإن فسدت فسد العمل .
3- أنها علامة مميزة للمؤني المتقين، كما قال تعالى : (وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ) .
4- أن من حفظها حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع.
5- أن قدر الإسلام في قلب الإنسان كقدر الصلاة في قلبه، وحظه في الإسلام على قدر حظه من الصلاة
6- أن الصلاة علامة محبة العبد لربه وتقديره لنعمه .
7- أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في السفر، والحضر، والسلم، والحرب، وفي حال الصحة، والمرض .
8- أن النصوص صرّحت بكفر تاركها .
الأدلة من القران الكريم على أهمية الصلاة
لقد اعتنى القرآن الكريم بالصلاة عناية كبيرة لعظم شأنها فجاءت الآيات تأمر باقامتها والمحافظة عليها ومن هذه الآيات ما يلي:
– قال تعالى : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } .
– قال تعالى : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .
– قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } .
– قال تعالى : {وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } .
– قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } .
– قال تعالى : {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ } .
– قال تعالى : {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } .
– قال تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .
– قال تعالى : {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } .
– قال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } .
أحاديث شريفة عن أهمية الصلاة