وكانت الجمعية قد نظمت مؤخراً بالتعاون مع الجمعية العالمية لطب الجهاز الهضمي ،اليوم العالمي لتثقيف مرضى القولون العصبي تحت شعار (صحتك من صحة جهازك الهضمي)، افتتحه نيابة عن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وكيل الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس بحضور عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مساعد بن محمد السلمان اشتمل البرنامج سوف على محاضرات تثقيفه عن المرض وعن أعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه ومستجداته؛ بالإضافة إلى إقامة معرض خاص شاركت فيه شركات الأدوية المتخصصة في علاج هذا المرض،أقيم في القاعة الرئيسية بكلية الطب- مستشفى الملك خالد الجامعي حول هذا الموضوع نستضيف رئيس الجمعية السعودية للجهاز الهضمي المشرف على اليوم العالمي لتثقيف مرضى القولون العصبي الدكتور عبدالرحمن بن محمد الجبرين للحديث عن مرض القولون العصبي.
مرض وظيفي
❊ ما هو القولون العصبي؟
– القولون العصبي هو مرض وظيفي (أي غير عضوي) مزمن غير معروف السبب ينتج عن زيادة في تحسس الامعاء الدقيقة والغليظة مما يؤدى إلى آلام وانتفاخ البطن وتقلب الإخراج.
تظهر وتختفي هذه الأعراض تبعا لبعض العوامل المهيجة للمرض خصوصا التوتر والقلق ومن هنا أتت كلمة العصبي.
مرض شائع
❊ هل القولون العصبي مرض شائع؟
– اذا كنت تعاني من أعراض القولون العصبي فأنت واحد من ملايين الناس الذين يعانون من هذا المرض الشائع حيث يشتكي أكثر من عشرين بالمائة (اثنين من كل عشرة) من الناس من أعراض هذا المرض بدرجات متفاوتة ليمثلوا أكثر من ستين بالمائة من مرضى عيادات اطباء الجهاز الهضمي رغم أن أقل من عشرين بالمائة فقط هم من يلجأ لزيارة الأطباء لهذا المرض.
معرض لالاصابة
❊ هل أنا معرض للاصابة بمرض القولون العصبي؟
– كما اسلفنا؛ فمرض القولون العصبي شائع لذا فان أي شخص معرض بالاصابة بهذا المرض وخصوصا السيدات (ثلاث من كل خمس حالات) والشباب (العشرينات والثلاثينات من العمر) وان كانت شدة الاعراض تتفاوت بشكل كبير بين المرضى تبعا لحالة المريض النفسية ومدى فهمه لهذا المرض وتعايشه مع اعراضه.
أعراض مختلفة
❊ ماهي أعراض القولون العصبي؟
– يعانى مرضى القولون العصبي من أعراض مختلفة منها:
* آلام البطن المتكررة المتفاوته في الشدة والتي عادة ما تكون فى الجهة اليسرى من أسفل البطن والتي تزيد أحيانا بعد الأكل أو التوتر وتتحسن بعد الاخراج. تتفاوت طبيعة الألم وشدته ومكانه بشكل كبير من شخص الى آخر بل أحيانا عند نفس الشخص من وقت الى آخر.
* تقلبات الاخراج: فكثيرا ما يعاني مرضى القولون العصبي من تقلبات في الإخراج من وقت إلى آخر وان كان بعضهم قد يميل للامساك والبعض الآخر للإسهال. يشعر مريض امساك القولون العصبي بصعوبة دفع البراز وصلابته وصغر حجمه والشعور أحيانا بعدم اكتمال التبرز مما يدفع المريض للجلوس لفترات طويلة في دورة المياه أما في حالات الاسهال فيشعر المريض بليونة البراز خصوصا في الساعات الاولى من النهار قد تصحب بخروج مادة مخاطية مع البراز كما يشعر بعضهم بالحاجة الماسة للاخراج بعد تناول الأكل أو الشرب مباشرة.
* انتفاخ البطن وكثرة الغازات وكثرة التجشأ
* كذلك يشعر بعض المرضى بالغثيان وامتلاء البطن مباشرة عند الأكل وكثرة التبول
* قد يعاني بعض المرضى من أعراض التوتر والقلق (الصداع والدوخة والخفقان وضيق التنفس وتنميل الاطراف والتعب والارهاق والام المفاصل وغيرها)
ليس لها علاقة
❊ ماهي الأعراض التى ليس لها علاقة بالقولون العصبي أو ما يسمى بأعراض الخطورة؟
* خروج الدم (احمر أو أسود) مع البراز
* فقدان الوزن والشهية
* الإسهال المستمر
* الاستفراغ المستمر
* ارتقاع درجة الحرارة
* نقص الحديد وخصوصا عند الرجال
* بدء الأعراض بعد سن الأربعين
* وجود أورام قولون في الأقارب
ثلاثة أنواع
❊ هل هناك أنواع مختلفة من القولون العصبي؟ وماهي أسبابه ؟
– قد يقسم بعض الاطباء القولون العصبي الى ثلاثة أنواع حسب العرض المسيطر على المريض مما يسهل مهمة الطبيب في علاج المرض
* إمساك القولون العصبي: أي أن العرض المسيطر على المريض هو الإمساك
* إسهال القولون العصبي: العرض المسيطر هو الإسهال
* آلام القولون العصبي: العرض المسيطر هو الألم.
* اما الأسباب فهي غير واضحة وان كانت الداراسات تشير الى أن هولاء المرضى ربما يشكون من أمرين هامين:
1. زيادة في تحسس خلايا الأمعاء العصبية حيث يعتقد كثير من الأطباء أن أمعاء مرضى القولون العصبي أكثر حساسية من غيرها حيث يشعر المريض بأقل حركة أو انتفاخ في البطن خلافا للشخص السليم.
2. اضطراب حركة الأمعاء مما يتسبب في زيادة أو بطء حركتها وزيادة تقلصات الأمعاء
3. تزيد حساسية الأمعاء واضطراب حركته تبعا لحالة المريض النفسية.
علاقة وطيدة
❊ هل هناك علاقة بين القولون العصبي والحالة النفسية للمريض؟ وكذلك نوع الطعام الذي يتناوله الإنسان؟
– نعم، هناك علاقة وطيدة بين أعراض مرض القولون العصبي وبين حالة المريض النفسية حيث وجد أن المرضى الذين يعانون من القلق أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي من غيرهم وقد أثبتت الدراسات أن عشرين بالمائة من مرضى القولون العصبي يعانون من امراض نفسية كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري.
اما الطعام فرغم أن معظم المرضى تزداد أعراضه بعد تناول الطعام الا أن معظم الدراسات لم تثبت أن هناك علاقة واضحة بين أي نوع من الطعام وبين تهيج القولون العصبي لكن ينصح مريض القولون العصبي باجتناب الطعام الذي يعتقد أنه يهيج مرضه وكذلك اجتناب الأطعمة الغنية بالدهون.
❊ هل القولون العصبي مرض خطير؟ وكيف يتم تشخيصه؟
– إذا كان التشخيص دقيقا فإن القولون العصبي ليس مرضا خطرا أبدا ولا يؤدى إلى أي مضاعفات تذكر وليس له علاقة بالتهابات الأمعاء التقرحية أو الأورام.
ويبدأ الطبيب عادة في التشخيص بالاستماع إلى تاريخ المرض ومن ثم فحص المريض وعمل بعض تحاليل الدم والبراز وربما أشعة صوتية للبطن للتأكد من عدم وجود أي أمراض أخرى.
وقد يلجأ الطبيب في حالات خاصة لعمل منظار علوي أو سفلي أو اشعة مقطعية مثل:
* وجود أعراض الخطورة (انظر أعلاه)
* أو حدوث هذه الأعراض لأول مرة لأشخاص فوق سن الأربعين
* أو استمرار المعاناة من الآلام وعدم الاستجابة للعلاج
وهناك اعراض يجب التأكد من عدم وجودها عند مريض القولون العصبي وهي
* امراض الأمعاء التقرحية
* قرحة المعدة والاثني عشر
* التهابات المرارة والقنوات المرارية
* أورام القولون والمستقيم
الجدير بالذكر أن التأكد من عدم وجود أي من هذه الأمراض لا يحتاج من الطبيب الا الاستماع لتاريخ المرض ومن ثم فحص المريض كما أسلفنا.
❊ كيف يتم علاج القولون العصبي؟
– دور الطبيب الأساسي هو التشخيص الصحيح والذي لايحتاج في كثير من الأحيان الا الى الاستماع الجيد لمعاناة المريض وتاريخه المرضي
أما المريض فلا بد أن يعرف الآتي:
* لا يوجد دواء يشفي من المرض تماما وانما يوجد من الوسائل والعلاجات ما يخفف من أعراضه بشكل كبير باذن الله.
* معرفة أن هذا المرض غير خطير وأن لاعلاقة له بأي أمراض أخرى مثل الأورام وغيرها
* أن الغالبية العظمى من المرضى يمكنهم التحكم فى الأعراض والتعايش مع المرض بشكل ممتاز بدون أي أدوية.
* الثقة في الله ثم في طبيبك المعالج والاقتناع بالتشخيص وعدم التنقل بين الاطباء
* معرفة العلاقة الشديدة بين النفس والجسد؛ فهو مصاب بأمعاء شديدة الحساسية يزيد توترها بالشد النفسي والقلق مما يتسبب في ألم وانتفاخ البطن واعتلال حركة الامعاء مما يتسبب في زيادة التوتر والخوف من جديد فيصاب المريض بما يسمى بالحلقة المفرغة (القلق يهيج القولون ويزيد أعراضه مما يزيد من خوف المريض وقلقه من جديد وهكذا دواليك) لذا من المهم تدريب المريض على وسائل الاسترخاء والتعامل مع الضغط النفسي والعصبي
* ممارسة الرياضة بانتظام.
* تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات وكذلك الإكثار من السوائل.
* تجنب بعض الأطعمة التي تزيد من نسبة الغازات في البطن مثل المشروبات الغازية والبقوليات والبصل والملفوف والسكريات وغيرها مما يعرف المريض أنه سيهيج أمعائه من خلال التجربة.
* هناك ثلاثين بالمائة من المرضى يعانون من مشكلة عدم هضم الحليب ومشتقاته (خصوصا الحليب والآيسكريم) مما يسبب انتفاخ البطن وآلامه لذا ينصح بتجنب الحليب ومشتقاته لمدة اسبوعين ومن ثم تقييم الحالة لمعرفة ما اذا كان مصابا بهذه المرض أم لا.
* المحافظة على مضغ الطعام بشكل جيد وكذلك المحافظة على وقت محدد للوجبات.
* قد يحتاج بعض المرضى الى ألياف صناعية للتخلص من أعراض الامساك وعدم اكتمال التبرز (يفضل أخذها بالتدريج).
* تجنب علاجات الامساك التي تشتغل على القولون مباشرة (مثل الدولكولاكس والسنا) أو التحاميل أو الحقن الشرجية وعدم أخذها الا بعد استشارة الطبيب المعالج.
* قد يحتاج بعض المرضى الى علاج للاسهال ينفع معها زيادة الألياف أحيانا (لأنها تؤدي الى تماسك البراز)
* قد يحتاج بعض المرضى الى أدوية مضادة للألم عند الحاجة.
* قد يحتاج المريض لأخذ بعض مضادات الاكتئاب التي أثبتت الدراسات فعاليتها في علاج بعض حالات القولون العصبي.