المدينة: هي تجمع حضري لعدد كبير من السكان على مساحة أرض كبيرة نوعا ما. وتعريف المدينة تعريف قديم قِدم التاريخ، ومن أشهر المدن التي عملت على تشكيل مدننا الحديثة هي المدينة الرومانية "روما". فقد وضعت مدينة روما التاريخية حجر الأساس للمدينة المعاصرة بالرغم إلى عودة نشأة روما إلى فترة ما قبل الميلاد. فالطرق المعبّدة، وشبكة نقل المياه والصرف الصحي هي من مقوّمات المدينة المعاصرة الا ان أوّل من إبتدع تلك البنى التحتية هي مدينة روما التاريخية.
لقد اصبحت المدن تعرف نموا حضاريا كبيرا حيت اصبحت تشبه غبات من المباني الشاهقة بالاضافة إلى انها امتلات بالمرافق الضرورية لحياة حضارية بعيدا عن ماكانت تعرفه من حياة شبيهة بحياة البدو حيت بدأ الاهتمام بالمظهر العمراني الدي اختلف من معمار تقليدي ال معمار من نوع متطور نظرا إلى التزايد الديموغرافي الدى عرفه القرن العشرين فالتطور لم يطل فقط الجنب المعماري بل تخطاه إلى مجال المواصلات و التكنولوجيا
مقدمة من مميزات تخطيط وبناء المدن الحديثة، هي عملية النمو السريع والنزعة الظاهرة لالتحام عدة مدن في تجمعات طبيعية ضخمة للمدن. وفي هذه الحالة يزداد عدد سكان المدن إلى درجة كبيرة، وتتوسع رقعتها الارضية بشكل مفرط. وهذا يؤدي إلى جعل المباني المتوسعة في المدينة، تشغل اجود الاراضي الزراعية ويتماثل هنا خطر القضاء على صفحة الأرض الطبيعية والغابات الكبيرة وتتلوث احواض المياه ويتسمم المحيط الجوي بالتلوث البيئي. ان النمو أو التطور المستمر بمبانيها الحجرية المصممة وكثافتها العالية يؤدي إلى عدم تعريضها للشمس بصورة كافية وتشجيرها الناقص ومن هنا ينشأ سبب رداءة المناخ المحلي ومع نمو المدن يزداد المدى المتوسط لرحلات السكان وتنقلاتهم بوسائل النقل. تزداد بحدة شدة تنقل البضائع وتزداد وسائل النقل كثيرة. والمعروف ان عدد السيارات يزداد اسرع من زيادة شبكة الطرق بعدة مرات، وهذا يؤدي إلى التشبع المفرط لشبكة الشوارع بوسائل النقل والى شل حركة المرور وعلامات ذلك قد ظهرت لان في كثير من مدن الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من البلدان الاخرى. ان المشكلة الرئيسة للمدن الكبيرة الحديثة هي الاستخدام الاكثر فعالية لارض المدينة المخصصة للبناء دون توسع لاحق للمدينة على حساب الاراضي المجاورة. ان المدن التي يجري الان تخطيطها وبناؤها، مخصصة ليس للانسان العصري فقط، بل للناس ونشاطاتهم المتعددة الوجوه في السنوات المقبلة وسيتبدل قسم من المباني بما في ذلك المساكن ودوائر الخدمات العامة بقسم جديد أو يهدم نهائيا خلال الاجيال القادمة ولكن الهيكل الاساسي للمدينة سيبقى على ماهو عليه لفترة زمنية اطول بكثير وبالرغم من صعوبة التنبؤ المضبوط بعملية التطور في عدد من المجالات. مثل الطاقة الذرية، ايجاد مواد وبناء وتصاميم جديدة، وسائل النقل الذاتية الادارة وغيرها من المجالات للتقدم العلمي التكنيكي المؤثرة في تطور عملية تخطيط وبناء المدن، ولكن هذا بالذات هو الذي يعتمد على ضرورة التنبؤ بطرق التطور المقبل للمدن وبهيكلها التخطيطي وتركبها المعماري المجسم. وبناء على ذلك، من المستحسن على الاقل ان نتعرف باختصار على اكثر النظريات انتشارا في عملية التخطيط وبناء المدن الحديثة وافاق تطورها في المستقبل وخاصة فيما يأتي: -الانظمة الحديثة لتوزيع السكان. -الهيكل التخطيطي للمدن الحديثة والمدن التي يعاد بناؤها. -الانواع الحديثة من مواد البناء والقطع الانشائية. -الانواع الحديثة لوسائل النقل. والعديد من المسائل الاخرى المتعلقة بتصورات بناء المدن المستقبلية. وعلى سبيل المثال، نجد أن مدن المستقبل في الولايات المتحدة الامريكية، تتمثل في نظر الباحثين النظريين المعاصرين على هيئة منظومة من تشكيلات المدن الموحدة، مؤلفة من مجموعات من المدن والى جانب تشكيلة هذه والموجودة منذ الزمن السابق، على الأرض الواقعة بين مدينتي بوسطن وواشنطن والتي بلغ عدد سكانها عام 1985 حوالي 51 مليون نسمة يتوقع المهندسون في الولايات المتحدة الامريكية تكوين اربع تشكيلات من المدن خلال20 عاما ومواقعها هي: على ساحل المحيط الاطلسي (من نورمونك الى بوسطن)، على ساحل كاليفورنيا (من سانتياجو الى سان فرانسيسكو)، على ساحل خليج المكسيك (من دالاس الى نيواولياند) او على ساحل البحيرة الكبرى (شيكاغو) وتربط هذه المدن العملاقة الشاملة اربعة مطارات عالمية ضخمة. خصائص المدن ويمكن التعرف عليها من النواحي المتداخلة لكل من:
أ-انظمة استعمالات الأرض
ب-انماط او اشكال الشوارع
جـ-انماط التوسع والتغير وهناك ثلاث مناطق متميزة وظيفية في معظم المدن هي:
أ-مركز المدينة وهي المنطقة التي تتركز فيها الانشطة التجارية والادارية او بعض نواحي الحياة الاجتماعية، في اكثر الصور تعقيدا وتشابكا. حيث ان اكثر الخدمات المركزية اهمية تقدم فيها ومنها الاسواق، المكاسب الادارية، المصارف، المباني الاوربية، والمباني الخاصة بالفعاليات الاجتماعية والثقافية.
ب-المنطقة الصناعية وهذه يمكن تجزئتها إلى عدد من الاجزاء وتضم الصناعات الانتاجية والصناعات الخدمية الكبيرة ومصادر الطاقة الكهربائية ومخازن الجملة للسلع الصخمة.
جـ-المنطقة السكنية وهي المنطقة التي يسكن فيها الناس، وعلى الرغم من انها مؤلفة بشكل اساسي من مساكن وحدائق فهي تضم ايضا استعمالات عديدة اخرى مثل الاسواق المحلية، المدارس الابتدائية، المناطق المفتوحة المحلية والصناعات الخدمية الخفيفة.
د-المناطق المفتوحة: وقد تكون مرتبطة ومتداخلة كليا أو جزئيا بالمناطق السكنية، وتضم المتنزهات، ملاعب الاطفال والحدائق والمناطق غير المشيدة المستخدمة للاغراض الترفيهية ولاعطاء مناظر جذابة ولطيفة.
(4) المدينة الحدائقية استخدم مصطلح المدينة الحدائقية لاول مرة عام 1869 بواسطة (A.T.Stewart) وهو واحد من تجار نيويورك الكبار عندما اشترى قطعة ارض مساحتها 700 ايكر في منطقة تقع على بعد 18 ميلاً شرق نيويورك مع فكرة انشاء المدينة الحدائقية. ان ستيوارت تخيل مناطق خضراً ومفتوحة، مع خطوط من الاشجار تمثل مساحة عريضة بعرض لا يقل عن 80 قدماً. ثم اوجد ورشة (شركة المدينة الحدائقية) والتي وجهت الجهود لجميع السكان هناك حتى نظمت واعتبرت كقرية مستقلة سنة 1919. اما المدينة الحدائقية كمصطلح اعتمد بواسطة رائد مخططي المدن الانكليزي (ابينزر- هوارد) عندما كتب مقالته (الغد المشرق) سنة 1898 وفيه حدد الاطار العام لفكرته حول بناء نموذج جديد من المدن تدعى بالمدن الحدائقية والذي يفهم من الاسم انها مدينة فيها بيوت بجانب الحدائق.(4) وفي الحقيقة انه لا يوجد شيء يجمع بين ستيوارت وهاورد في مضمون الفكرة إذ كان هاورد معتمداً كثيرا على ايدوارد كيبون ويكفيلد في كتابته ان نشر فكرة هاورد في كتابه (الغد المشرق) ادى إلى انشاء منظمة المدن الحدائقية أي ما يعرف بـ(Garden City Association) سنة1899 وكذلك إلى ظهور مدينة (letchworth)وكذلك ظهور وانشاء مدينة (wewyu) سنة 1920 كنتيجة لفكرة هاورد هذه الفكرة والمبدأ للمدينة الحدائقية. الفكرة والمبدأ للمدينة الحدائقية طرح ابنزر هوارد فكرة المدينة الحدائقية في كتابه المسمى (الغد المشرق) في عام 1898 وكان هدفه الاساس هو الجمع ما بين الصفات الحسنة لحياة المدينة وتلك التي تخص حياة الريف. وشرح هذه الفكرة بوصفها بناء لمدينة مصممة لحياة زراعية وصناعات صحية تكون بحجم يمكن الحياة الاجتماعية اخذ جزئها المتكامل وليس التضخم وتحاط هذه المدينة بحزام ريفي وتكون فيها ملكية الأرض للعموم إو ان تكون مؤمنة لدى المجتمع من جميع نواحيها القانونية. وجاءت فكرة هاورد (الاشتراكية والرأسمالية) هذه ردا على الثورة الصناعية وما خلفته من اثار على المدن الكبيرة وما صاحبها من اكتظاظ في السكان وتلوث في البيئة وافتقار السكان (ممن كانوا يعيشون في الريف واضطرتهم ظروف العمل إلى تركه فسكنوا قرب المعامل الجديدة والتي تؤلف مصادر رزقهم) إلى النقاء الذي تمثله حياة الريف ويمكننا ايجاز الهدف الرئيس لفكرة المدينة الحدائقية بما يلي:
(1) -جمال الطبيعة -ساحات ومنتزهات ذات منافذ سهلة. -الايجارات المنخفضة -الاجور العالية للعاملين -المصاريف القليلة -الكثير من الفعاليات التي يستطيع الإنسان ممارستها -الاسعار واطئة -ادنى حد لجهد الإنسان -حقل كبير وفرص هائلة للاستثمارات -سيولة رأس المال -الهواء والماء النقي -المجاري ذات التصريف الجيد والخدمات العصرية الحديثة -البيوت الصحية البراقة والحدائق الزاهية الممتعة -انعدام الدخان والتلوث -انعدام المناطق المتهرئة والقذرة -حرية الإنسان واهمية امتلاك الفرد والعائلة لبيتهم وحديقتهم الخاصة -التعاون فيما بينهم (مجتمع المدينة) -سهولة الوصول إلى المناطق المختلفة في المدينة (إلى اماكن العمل وبالعكس) السمات الرئيسية 1-شراء منطقة كبيرة زراعية على شكل حلقي
3-الملاءمة بين المناطق السكنية والزراعية والصناعية 2- ان الصناعات تجد اعمالاً في الضواحي وفي المدينة الحدائقية وان تكاليف وظروف العمل في المدن الكبيرة مرهقة جداً لذلك فان التقدم الصناعي المتفق عليه ممكن ان ينظم من المدن الكبيرة نزولا إلى المدن الصغيرة. 1-