السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجمل ما اجمل ما قرأة
مقال للأستاذ محسن الهاجري
ما يحاك ضد منطقة الخليج العربي من مؤامرات ومخططات تستهدف أمن وسلامة أراضيها وكل مافوقها من مدن وقرى ومنشآت وأبراج ومصانع وقواعد عسكرية وتجمعات سكنية تستهدف زعزعة الأمن والأمان الذي منحه الله لهذه الجزيرة العربية ببركة وجود بيت الله الحرام فيها الذي جعله الله حرماً آمناً، وما يحاك كذلك ضد شعوبها من مؤامرات ومخططات تستهدف انسلاخ الناس من دينهم وإفساد عقيدتهم في هذه المنطقة التي شهدت مهبط الوحي ونشر الرسالة المحمدية الخاتمة..رسالة الإسلام.. ما يحاك ضد هذه المنطقة منذ عقود من الزمن وما زال يحاك ضدّها وبالأخص في السنوات الأخيرة ليجعلنا نتفكر كثيراً في أهمية العمل بجديّة من أجل درء تلك المخاطر المحتملة عن منطقة الخليج العربي وإفشال كل تلك المخططات والمؤامرات ضدها.
ولن أتحدث هنا عن ضبط كميات ضخمة من المخدرات قادمة من إيران أو غيرها من الدول أو ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات أو كشف خلايا إرهابية وشبكات تجسس وغيرها من تلك المخاطر التي تهدد كل دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة".. فالأمر مهم وخطير جداً ولكنه لا يعدو كونه مجرد أدوات ووسائل ضمن خطة كبرى تستهدف الهجوم على هذه المنطقة من قبل أعدائها "مجتمعين أو متفرّقين" أو غاية كبرى قد نجهل حقيقتها اليوم وقد نتلمس بعض خيوطها ونفك جزءاً من طلاسمها في المستقبل.
فبعد أن انشكفت تلك الوثائق التي فضحت تلك المخططات التي تحيكها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط الحالي والإتيان بملامح شرق أوسط جديد ترضاه أمريكا وإسرائيل..أصبحت الحكومات والشعوب في منطقة الخليج ترغب بمعرفة المزيد عما يدور في معسكرات الخصوم وفي رؤوس الأعداء، لقد كشفت تلك الوثائق مدى الخيانة الكبرى التي فعلتها أمريكا مع "حلفائها" في الخليج الذين باعوا لها نفطهم ومواردهم الطبيعية وعقدوا معها المواثيق والعهود من أجل أن تدافع عنهم أمريكا وتحميهم من كل خطرٍ خارجي محتمل أو أي مخاوف ومخاطر قد تستهدف آبار البترول وحقول الغاز..كل ذلك من المفترض أنه قد تبخّر في عقلية من يحكمون منطقة الخليج من صنّاع القرار السياسي فهذا الحليف الاستراتيجي قد تبين بأنه يخطط لأمر ما يستهدف التحكم أكثر فأكثر في المنطقة من خلال استمرارية بقائه فيها واستمرارية استغلاله لمواردها و "شفطه" لجيوب حكوماتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان ذلك عبر اتفاقيات تعاون أو دفاع مشترك أو شراء أسلحة أمريكية أو أنظمة دفاعية وغيرها من "البضاعة" الفاسدة التي تروّج لها أمريكا منذ عقود.. وما زلنا نشتري منها رغم مرور السنين وتقادم الزمن.. والأسوأ أنه رغم انكشاف مخططاتها ضد هذه المنطقة وتعاونها مع إيران لتغيير شكل المنطقة وفق مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة.. إلا أننا مازلنا مخلصين لها ولإيران ولا نعلم ما هي أسباب ذلك الصمت القاتل أو الشلل التام تجاه سياسة أمريكا وإيران في المنطقة.
فشعوب المنطقة قد أيقنت تماماً منذ عقود من الزمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على المنطقة وبعد اندلاع الثورات العربية أيقنت أكثر بأن إيران تشاركها بل وتنازعها تلك الرغبة في السيطرة على هذه المنطقة.. "الأولى" تقودها مصالحها المادية البشعة و "الثانية" تقودها طائفيتها الحاقدة البغيضة، ولكن السؤال الأهم ماذا عن الحكومات؟ هل تدرك نفس ما تدركه تلك الشعوب أو أنها تعرف المزيد والمزيد من تلك المخططات والمؤامرات الأمريكية والإيرانية ضد المنطقة؟ فإن كانت معرفتها متطابقة مع ما أيقنته وشعرت به الشعوب ولمسته في أحداث البحرين وبعض دول الخليج العربي فإن عليها مسؤولية تطمين الشعوب والأجيال القادمة حول مستقبل المنطقة وما هي الاحتياطات والاحترازات والإجراءات التي سيتخذونها لضمان استمرار أمن هذه المنطقة ومستقبل أبنائها وأجيالها، أما إذا كانت الحكومات تدرك وتعرف المزيد من تلك المخططات والمؤامرات – وهو المرجو والمأمول – فإنها مطالبة بأن تعمل جاهدة على كشفها للرأي العام أولاً بأول لعدم ترك المجال لوسائل الإعلام الأخرى كي تأخذ شعوب المنطقة إلى عالم الإشاعات والكذب، بالإضافة إلى العمل بشكل جماعي موحّد من أجل صدّ هذه المخططات الأمريكية والإيرانية في المنطقة فلا مجال للتهاون أو التساهل في رد أو صد تلك الهجمات.
إن شعوب المنطقة ومن واقع تجربة سيئة وخلفية تاريخية غير مطمئنة قد ترسّخت عندها الكثير من المخاوف والقناعات من عدم قدرة حكومات دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة" على مواجهة إيران أو أمريكا، نظراً لتلك الإحباطات الكثيرة التي أحسّ بها الناس على امتداد عقود خلت وهم يسمعون عن مشاريع مشتركة مثل العملة الخليجية الموحّدة أو خطوط السكك الحديدية التي تربط بين دول الخليج أو مشاريع الجسور الثنائية أو مشكلات الحدود بينها ومدى المعاناة التي يعانيها مواطنو هذه الدول عند تنقلاتهم وأسفارهم بخلاف ما يشاهدونه في دول أوروبا التي يزورونها سنوياً ويقارنون دولهم بها في كل مرّة متحسّرين ومتألمين، أو حتى على مستوى القرارات الجماعية تجاه خصومهم كما في موقفهم تجاه إيران أو أحداث البحرين أو الثورة السورية التي أثبتت أن هناك اختلافاً في وجهات النظر وتفرقّاً في ردود الفعل تجاه إيران والنظام السوري المجرم، فالشعوب أصبحت ناضجة وتعرف موقف كل دولة من دول الخليج من إيران والنظام السوري، وأصبحت تدرك أكثر أن هناك دولاً تشجع الطغاة ضد شعوبهم ودولاً أخرى تشجع الشعوب ضد أنظمتها المجرمة وتدرك من يساهم فعلاً في دعم الجيش السوري الحرّ ومن يقف موقف المتفرج الصامت، فعلى حكومات المنطقة أن تتوحّد في مواقفها تجاه أعدائها وأن تبرهن على قدرتها على الدفاع عن شعوبها قبل مصالحها، فهم – أي الشعوب – القوة العظمى التي ستقف خلفهم ضد أعدائهم إذا ما حمى الوطيس وهم حماة حدود أوطانهم إذا ما اعتدى الغزاة، فبهم يكون النصر بعد التوكّل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، ولكن هل ستفهم تلك الحكومات ما تريده الشعوب منها وهل ستفعل ما ينبغي عليها فعله تجاه أعدائها لتحظى بتأييد شعوبها ودعمها أم أنها ستتخلى عن شعوبها في المستقبل.
تحياتي الحاره لكم
أجمل ما اجمل ما قرأة
مقال للأستاذ محسن الهاجري
ما يحاك ضد منطقة الخليج العربي من مؤامرات ومخططات تستهدف أمن وسلامة أراضيها وكل مافوقها من مدن وقرى ومنشآت وأبراج ومصانع وقواعد عسكرية وتجمعات سكنية تستهدف زعزعة الأمن والأمان الذي منحه الله لهذه الجزيرة العربية ببركة وجود بيت الله الحرام فيها الذي جعله الله حرماً آمناً، وما يحاك كذلك ضد شعوبها من مؤامرات ومخططات تستهدف انسلاخ الناس من دينهم وإفساد عقيدتهم في هذه المنطقة التي شهدت مهبط الوحي ونشر الرسالة المحمدية الخاتمة..رسالة الإسلام.. ما يحاك ضد هذه المنطقة منذ عقود من الزمن وما زال يحاك ضدّها وبالأخص في السنوات الأخيرة ليجعلنا نتفكر كثيراً في أهمية العمل بجديّة من أجل درء تلك المخاطر المحتملة عن منطقة الخليج العربي وإفشال كل تلك المخططات والمؤامرات ضدها.
ولن أتحدث هنا عن ضبط كميات ضخمة من المخدرات قادمة من إيران أو غيرها من الدول أو ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات أو كشف خلايا إرهابية وشبكات تجسس وغيرها من تلك المخاطر التي تهدد كل دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة".. فالأمر مهم وخطير جداً ولكنه لا يعدو كونه مجرد أدوات ووسائل ضمن خطة كبرى تستهدف الهجوم على هذه المنطقة من قبل أعدائها "مجتمعين أو متفرّقين" أو غاية كبرى قد نجهل حقيقتها اليوم وقد نتلمس بعض خيوطها ونفك جزءاً من طلاسمها في المستقبل.
فبعد أن انشكفت تلك الوثائق التي فضحت تلك المخططات التي تحيكها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط الحالي والإتيان بملامح شرق أوسط جديد ترضاه أمريكا وإسرائيل..أصبحت الحكومات والشعوب في منطقة الخليج ترغب بمعرفة المزيد عما يدور في معسكرات الخصوم وفي رؤوس الأعداء، لقد كشفت تلك الوثائق مدى الخيانة الكبرى التي فعلتها أمريكا مع "حلفائها" في الخليج الذين باعوا لها نفطهم ومواردهم الطبيعية وعقدوا معها المواثيق والعهود من أجل أن تدافع عنهم أمريكا وتحميهم من كل خطرٍ خارجي محتمل أو أي مخاوف ومخاطر قد تستهدف آبار البترول وحقول الغاز..كل ذلك من المفترض أنه قد تبخّر في عقلية من يحكمون منطقة الخليج من صنّاع القرار السياسي فهذا الحليف الاستراتيجي قد تبين بأنه يخطط لأمر ما يستهدف التحكم أكثر فأكثر في المنطقة من خلال استمرارية بقائه فيها واستمرارية استغلاله لمواردها و "شفطه" لجيوب حكوماتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان ذلك عبر اتفاقيات تعاون أو دفاع مشترك أو شراء أسلحة أمريكية أو أنظمة دفاعية وغيرها من "البضاعة" الفاسدة التي تروّج لها أمريكا منذ عقود.. وما زلنا نشتري منها رغم مرور السنين وتقادم الزمن.. والأسوأ أنه رغم انكشاف مخططاتها ضد هذه المنطقة وتعاونها مع إيران لتغيير شكل المنطقة وفق مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة.. إلا أننا مازلنا مخلصين لها ولإيران ولا نعلم ما هي أسباب ذلك الصمت القاتل أو الشلل التام تجاه سياسة أمريكا وإيران في المنطقة.
فشعوب المنطقة قد أيقنت تماماً منذ عقود من الزمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على المنطقة وبعد اندلاع الثورات العربية أيقنت أكثر بأن إيران تشاركها بل وتنازعها تلك الرغبة في السيطرة على هذه المنطقة.. "الأولى" تقودها مصالحها المادية البشعة و "الثانية" تقودها طائفيتها الحاقدة البغيضة، ولكن السؤال الأهم ماذا عن الحكومات؟ هل تدرك نفس ما تدركه تلك الشعوب أو أنها تعرف المزيد والمزيد من تلك المخططات والمؤامرات الأمريكية والإيرانية ضد المنطقة؟ فإن كانت معرفتها متطابقة مع ما أيقنته وشعرت به الشعوب ولمسته في أحداث البحرين وبعض دول الخليج العربي فإن عليها مسؤولية تطمين الشعوب والأجيال القادمة حول مستقبل المنطقة وما هي الاحتياطات والاحترازات والإجراءات التي سيتخذونها لضمان استمرار أمن هذه المنطقة ومستقبل أبنائها وأجيالها، أما إذا كانت الحكومات تدرك وتعرف المزيد من تلك المخططات والمؤامرات – وهو المرجو والمأمول – فإنها مطالبة بأن تعمل جاهدة على كشفها للرأي العام أولاً بأول لعدم ترك المجال لوسائل الإعلام الأخرى كي تأخذ شعوب المنطقة إلى عالم الإشاعات والكذب، بالإضافة إلى العمل بشكل جماعي موحّد من أجل صدّ هذه المخططات الأمريكية والإيرانية في المنطقة فلا مجال للتهاون أو التساهل في رد أو صد تلك الهجمات.
إن شعوب المنطقة ومن واقع تجربة سيئة وخلفية تاريخية غير مطمئنة قد ترسّخت عندها الكثير من المخاوف والقناعات من عدم قدرة حكومات دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة" على مواجهة إيران أو أمريكا، نظراً لتلك الإحباطات الكثيرة التي أحسّ بها الناس على امتداد عقود خلت وهم يسمعون عن مشاريع مشتركة مثل العملة الخليجية الموحّدة أو خطوط السكك الحديدية التي تربط بين دول الخليج أو مشاريع الجسور الثنائية أو مشكلات الحدود بينها ومدى المعاناة التي يعانيها مواطنو هذه الدول عند تنقلاتهم وأسفارهم بخلاف ما يشاهدونه في دول أوروبا التي يزورونها سنوياً ويقارنون دولهم بها في كل مرّة متحسّرين ومتألمين، أو حتى على مستوى القرارات الجماعية تجاه خصومهم كما في موقفهم تجاه إيران أو أحداث البحرين أو الثورة السورية التي أثبتت أن هناك اختلافاً في وجهات النظر وتفرقّاً في ردود الفعل تجاه إيران والنظام السوري المجرم، فالشعوب أصبحت ناضجة وتعرف موقف كل دولة من دول الخليج من إيران والنظام السوري، وأصبحت تدرك أكثر أن هناك دولاً تشجع الطغاة ضد شعوبهم ودولاً أخرى تشجع الشعوب ضد أنظمتها المجرمة وتدرك من يساهم فعلاً في دعم الجيش السوري الحرّ ومن يقف موقف المتفرج الصامت، فعلى حكومات المنطقة أن تتوحّد في مواقفها تجاه أعدائها وأن تبرهن على قدرتها على الدفاع عن شعوبها قبل مصالحها، فهم – أي الشعوب – القوة العظمى التي ستقف خلفهم ضد أعدائهم إذا ما حمى الوطيس وهم حماة حدود أوطانهم إذا ما اعتدى الغزاة، فبهم يكون النصر بعد التوكّل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، ولكن هل ستفهم تلك الحكومات ما تريده الشعوب منها وهل ستفعل ما ينبغي عليها فعله تجاه أعدائها لتحظى بتأييد شعوبها ودعمها أم أنها ستتخلى عن شعوبها في المستقبل.
تحياتي الحاره لكم