العقيده الاسلاميه(التوحيد وانواعه)
التوحيد
(معناه* أقسامه* فضائله)
التوحيد:
هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له*
وهو دين الرسل كلهم -عليهم الصلاة والسلام- الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه*
ولا تصح الأعمال إلا به* إذ هو أصلهـا الذي تُبنى عليه.
أقسام التوحيد:
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية* وتوحيد الأسماء والصفا ت* وتوحيد الألوهية.
1. توحيد الربوبية:
وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم* ورزقهم* وهذا النوع من التوحيد قد أقر به المشركون الأوائل* فهم يشهدون أن الله هو الخالق* والمالك* والمدبر* والمحيي* والمميت وحده لا شريك له* قال تعالى: ولئن سأ لتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون [العنكبوت: 61].
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام* ولم تنجهم من النار* ولم تعصم دماءهم وأموالهم* لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية* بل أشركوا مع الله في عبادته* بصرفهم شيئاً منها لغيره.
2. توحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفـات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى: 11]. وأن طريق معرفة ذلك هو الوحي وحده.
فيجب علينا : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه* أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه* ولا تمثيل* ولا تعطيل* ولا تحريف* ولا تأويل* ولا تكييف* لا نحاول ذلك كله لا بقلوبنا وتصوراتنا* ولا بألسنتنا أن نكيف شيئاً من صفاته تعالى أو نمثلها بصفات المخلوقين.
3. توحيد الألوهية:
وهو توحيد العبادة أي: إفراد الله -سبحانه وتعالى- بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء* والخوف* والرجاء* والتوكل* والرغبة* والرهبة* والخشوع* والخشية* والإنابة* والاستعانة* والاستغاثة* والذبح* والنذر* وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها* والدليل قوله تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً [الجن: 18]* فلا يجوز أن يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله -سبحانه وتعالى- لا لملك مقرب* ولا لنبي مرسل* ولا لولي صالح* ولا لأي أحد من المخلوقين* لأن العبادة لا تصح إلا لله* فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله: هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله* والإقبال بالقلب والعبادة على الله* ولا يكفي في التوحيد دعواه* والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله.
وتحقيق التوحيد:
هو بمعرفته* والاطلاع على حقيقته* والقيام به علماً وعملاً* وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة* وخوفاً* وإنابة* وتوكلاً* ودعاءً* وإخلاصاً* وإجلالا*ً وهيبة* وتعظيماً* وعبادة* وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله* ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات* والبدع* والمعاصي كبيرها وصغيرها* ولا كراهة لما أمر الله به* وذلك هو حقيقة التوحيد* وحقيقة لا إله إلا الله.
(معنى لا إله إلا الله):
أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له* لأن المعبودات الباطلة كثيرة* لكن المعبود الحق هو الله وحـده لا شريك لـه* قـال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير [الحج: 62]. وليس معناها لا خالق إلا الله* كما قد يظنه بعض الجهلة فإن كفار قريش الذين بعث فيهم -رسول الله صلى الله عليه وسلم- كانوا يقرون بـأن الخالـق المدبـر هو الله -تعالى- ولكنهم أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له* كما في قوله تعالى عنهم: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب [ص: 5]* ففهموا من هذه الكلمة أنها تبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر العبادة لله وحده* وهم لا يريدون ذلك* فلذلك حاربهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها* وهو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له.
وبهذا يبطل ما يعتقده المبتدعة من أن معنى لا إله إلا الله: هو الإقرار بأن الله موجود* أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع* وأشباه ذلك* وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق* ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله* ودعاء الأموات* والتقرب إليهم بالنذور وبالطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم.
لقد عرف كفار قريش من قبل أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله* وإفراد الله بالعبادة* وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام* لتناقضوا مع أنفسهم* وهم يأنفون من التناقض* أما من يقول: لا إله إلا الله* ثم ينقضها بدعاء الأموات من الأولياء والصالحين* والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات فهو جاهل لمعنى كلمة التوحيد* عامل بما يناقض مقتضاها.
ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبيّن أن معنى لا إله إلا الله هو: البراءة من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد* وإفراد الله بالعبادة؛ فهذا هو الهدى ودين الحق* الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه* أما قول الإنسان لا إله إلا الله من غير معرفة بمعناها* ولا عمل بمقتضاها* أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد* بل ربما يخلص لغير الله في عبادته؛ من الدعاء* والخوف* والذبح* والنذر* والاستغاثة* والتوكل* وغير ذلك من أنواع العبادات؛ فإن هذا نقض للتوحيد* وصاحبه مشرك.
قال ابن رجب: فإن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله* وصدقه فيها* وإخلاصه* يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده* إجلالاً* وهيبة* ومخافة* ومحبة* ورجاء* وتعظيماً* وتوكلاً* ويمتلئ بذلك* وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين* ومتى كان كذلك لم تبق فيه محبة* ولا إرادة* ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه* وينتفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإرادتها* ووسواس الشيطان.
فمن أحب شيئا* وأطاعه* وأحب عليه* وأبغض عليه* فهو إلهه* فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا الله* ولا يوالي ولا يعادي إلا لله* فالله إلهه حقاً* ومن أحب لهواه وأبغض له* ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان: 43].
(فضل كلمة الإخلاص):
لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة* وثمرات عديدة* ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط* ولا تتحقق إلا لمن قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها* ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" متفق عليه. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا ا لله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال.
إن من يقول كلمة الإخلاص عاداً وتقليداً دون ان يخالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يقال إنه قالها مخلصاً بها لله* ومثله من يقولها وهو مصر على ذنب وقتها ومن به* فإن هذا ينافي الإخلاص فيها وكمال المحبة لصاحبها*ومثل هؤلاء هم من يفتن عنها عند الموت ويحال بينه وبين النطق بها* وكذلك عند يسأل عن ربه فيقول: "لا أدري* سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته" رواه أحمد وأبوداود.
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث* فإن ثمرتها مشروطة بأن يقولها بإخلاص ويقين تام وهذا معنى قوله: "يبتغي بها وجه الله"* ومن ثم فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء* وإذا كان الله أحب إليه من كل شيىء كان محباً لمحبوباته وأوامره* مبغضاً لمنهياته* مسارعاً بالامتثال والانقياد* ولا يبقى إرادة لما حرم الله* ولا كراهة لما أمر الله به ومن كان هذا حاله غفرت ذنوبه السابقة مهما بلغت وزكا حمله وصلح حاله في الدنيا وحاله في الآخرة.
(أركانها): للشهادة ركنان: نفي في قوله: "لا إله". إثبات في قوله: "إلا الله".
"فلا إله" نفت الألوهية عن كل شيء سوى الله* وإلا الله" أثبتت الألوهية لله وحده لاشريك له.
شروط لا إله إلا اللّه:
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة* ولا تصح إلا إذا اجتمعت* واستكملها العبد* والتزمها بدون مناقضة لشيء منها* وليس المراد من ذلك عدّ ألفاظها وحفظها* فكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم* وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها! وهذه الشروط هي:
1. العلم:
والمراد به: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً* وما تستلزمه من عمل* فإذا علم العبد أن -الله عز وجل- هو المعبود وحده* وأن عبادة غيره باطلة* وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها* وضد العلم الجهل* بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة* بل يرى جواز عبادة غير الله مع الله* قال تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله [محمد: 19]* وقال تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف: 86]* أي: من شهد بلا إله إلا الله* وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
2. اليقيـن:
وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن قلبه إليه* دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس* بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً. فلا بد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله -تعالى- وبطلان إلهية من عداه* وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيء من أنواع التأله والتعبد* فإن شك في شهادته أو توقف في بطلان عبادة غير الله* كأن يقول: أجزم بألوهية الله ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره؛ بطلت شهادته* ولم تنفعه* قال تعالى: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا [الحجرات: 15].
3. القبول:
القبول يعني: أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه* فيصدق الأخبار ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويقبل ذلك كله* ولا يرد منه شيئاً* ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد* والتحريف الذي نهى الله عنه* قال تعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا [البقرة: 136].
وضد القبول: الرد؛ فإن هناك من يعلم معنى الشهادة* ويوقن بمدلولها* ولكنه يردها كبراً وحسداً* قال تعالى: فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون [الأنعام: 33]. ويدخل في الرد وعدم القبول* من يعترض على بعض الأحكام الشرعية* أو الحدود* أو يكرهها* قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [البقرة: 208].
4. الانقياد المنافي للشرك:
وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص* وهو الاستسلام والإذعان* وعدم التعقب لشيء من أحكام الله* قال تعالى: وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له [الزمر:54].
والانقياد -أيضاً- لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- والرضى به* والعمل به دون تعقب أو زيادة أو نقصان* وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله* وأيقن بها* وقبلها* ولكنه لم ينقد* ولم يذعن* ولم يستسلم ولم يعمل بمقتضى ما علم؛ فإن ذلك لا ينفعه.
5. الصدق:
وهو الصدق مع الله* وذلك بأن يكون صادقاً في إيمانه* صادقاً في عقيدته* ومتى كان كذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء من كتاب ربه* وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالصدق أساس الأقوال* ومن الصدق أن يصدق في عبادته* وأن يبذل الجهد في طاعة الله* وحفظ حدوده* قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119]* وضد الصدق الكذب* فإن كان العبد كاذباً في إيمانه؛ لا يعد مؤمناً بل هو منافق* وإن نطق بالشهادة بلسانه* فإن هذه الشهادة لا تنجيه.
ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله -سبحانه- أمرنا بطاعته وتصديقه* وقرن ذلك بطاعته -سبحانه وتعالى-.
6. الإخلاص :
وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية عن جميع شوائب الشرك* وذلك بأن تصدر عنه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله* وابتغاء مرضاته* ليس فيها شائبة رياء أو سمعة* أو قصد نفع* أو غرض شخصي* أو الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو ح** يستسلم له بغير هدى من الله* قال تعالى: ألا لله الدين الخالص [الزمر: 3]. وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين [البينة: 5].
وضد الإخلاص: الشرك والرياء ابتغاء غير وجه الله* فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً [الفرقان: 23]* فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله لأنه فقد الأصل. قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً [النساء: 48].
7. المحبة:
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة ولما دلت عليه واقتضته؛ فيحب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)* ويقدم محبتهما على كل محبة* ويقوم بشروط المحبة ولوازمها* فيحب الله محبّة مقرونة بالإجلال والتعظيم* والخوف والرجاء* ومن المحبة تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها* ومن المحبة -أيضاً- أن يكره ما يكرهه الله* فيكره الكفار لكفرهم ويبغضهم* ويعاديهم* ويكره الكفر والفسوق والعصيان* وعلامة هذه المحبة؛ الانقياد لشرع الله* واتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) في كل شيء* قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم [آل عمران: 31].
وضد المحبة الكراهية لهذه ا لكلمة* ولما دلت عليه* وما اقتضته* أو محبة غير الله مع الله* قال تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم [محمد: 9].
ومما ينافي المحبة: بغض الرسول (صلى الله عليه وسلم) وموالاة أعداء الله* ومعاداة أولياء الله المؤمنين.
(معنى شهادة أنّ محمداً رسول الله):
معناها: طاعته فيما أمر* وتصديقه فيما أخبر* واجتناب ما عنه نهى وزجر* وأن لا يعبد ا لله إلا بما شرع* فلا بد للمسلم من تحقيق أركان تلك الشهادة* فلا يكون كامل الشهادة له بالرسالة من قالها بلسانه وترك أمره* وارتكب نهيه* وأطاع غيره* أو تعبّد الله بغير شريعته* قال (صلى الله عليه وسلم) : "من أطاعني فقد أطاع الله* ومن عصاني فقد عصى الله" رواه البخاري* وقال (صلى الله عليه وسلم) : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد" متفق عليه.
* ومن مقتضى هذه الشهادة -أيضاً- أن لا يعتقد أن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقاً في الربوبية* وتصريف الكون* أو حقاً في العبادة* بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يُعبد* ورسول لا يُكذب* ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع والضر إلا ما شاء الله.
التوحيد
(معناه* أقسامه* فضائله)
التوحيد:
هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له*
وهو دين الرسل كلهم -عليهم الصلاة والسلام- الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه*
ولا تصح الأعمال إلا به* إذ هو أصلهـا الذي تُبنى عليه.
أقسام التوحيد:
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية* وتوحيد الأسماء والصفا ت* وتوحيد الألوهية.
1. توحيد الربوبية:
وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم* ورزقهم* وهذا النوع من التوحيد قد أقر به المشركون الأوائل* فهم يشهدون أن الله هو الخالق* والمالك* والمدبر* والمحيي* والمميت وحده لا شريك له* قال تعالى: ولئن سأ لتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون [العنكبوت: 61].
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام* ولم تنجهم من النار* ولم تعصم دماءهم وأموالهم* لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية* بل أشركوا مع الله في عبادته* بصرفهم شيئاً منها لغيره.
2. توحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفـات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى: 11]. وأن طريق معرفة ذلك هو الوحي وحده.
فيجب علينا : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه* أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه* ولا تمثيل* ولا تعطيل* ولا تحريف* ولا تأويل* ولا تكييف* لا نحاول ذلك كله لا بقلوبنا وتصوراتنا* ولا بألسنتنا أن نكيف شيئاً من صفاته تعالى أو نمثلها بصفات المخلوقين.
3. توحيد الألوهية:
وهو توحيد العبادة أي: إفراد الله -سبحانه وتعالى- بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء* والخوف* والرجاء* والتوكل* والرغبة* والرهبة* والخشوع* والخشية* والإنابة* والاستعانة* والاستغاثة* والذبح* والنذر* وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها* والدليل قوله تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً [الجن: 18]* فلا يجوز أن يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله -سبحانه وتعالى- لا لملك مقرب* ولا لنبي مرسل* ولا لولي صالح* ولا لأي أحد من المخلوقين* لأن العبادة لا تصح إلا لله* فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله: هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله* والإقبال بالقلب والعبادة على الله* ولا يكفي في التوحيد دعواه* والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله.
وتحقيق التوحيد:
هو بمعرفته* والاطلاع على حقيقته* والقيام به علماً وعملاً* وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة* وخوفاً* وإنابة* وتوكلاً* ودعاءً* وإخلاصاً* وإجلالا*ً وهيبة* وتعظيماً* وعبادة* وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله* ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات* والبدع* والمعاصي كبيرها وصغيرها* ولا كراهة لما أمر الله به* وذلك هو حقيقة التوحيد* وحقيقة لا إله إلا الله.
(معنى لا إله إلا الله):
أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له* لأن المعبودات الباطلة كثيرة* لكن المعبود الحق هو الله وحـده لا شريك لـه* قـال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير [الحج: 62]. وليس معناها لا خالق إلا الله* كما قد يظنه بعض الجهلة فإن كفار قريش الذين بعث فيهم -رسول الله صلى الله عليه وسلم- كانوا يقرون بـأن الخالـق المدبـر هو الله -تعالى- ولكنهم أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له* كما في قوله تعالى عنهم: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب [ص: 5]* ففهموا من هذه الكلمة أنها تبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر العبادة لله وحده* وهم لا يريدون ذلك* فلذلك حاربهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها* وهو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له.
وبهذا يبطل ما يعتقده المبتدعة من أن معنى لا إله إلا الله: هو الإقرار بأن الله موجود* أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع* وأشباه ذلك* وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق* ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله* ودعاء الأموات* والتقرب إليهم بالنذور وبالطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم.
لقد عرف كفار قريش من قبل أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله* وإفراد الله بالعبادة* وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام* لتناقضوا مع أنفسهم* وهم يأنفون من التناقض* أما من يقول: لا إله إلا الله* ثم ينقضها بدعاء الأموات من الأولياء والصالحين* والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات فهو جاهل لمعنى كلمة التوحيد* عامل بما يناقض مقتضاها.
ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبيّن أن معنى لا إله إلا الله هو: البراءة من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد* وإفراد الله بالعبادة؛ فهذا هو الهدى ودين الحق* الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه* أما قول الإنسان لا إله إلا الله من غير معرفة بمعناها* ولا عمل بمقتضاها* أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد* بل ربما يخلص لغير الله في عبادته؛ من الدعاء* والخوف* والذبح* والنذر* والاستغاثة* والتوكل* وغير ذلك من أنواع العبادات؛ فإن هذا نقض للتوحيد* وصاحبه مشرك.
قال ابن رجب: فإن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله* وصدقه فيها* وإخلاصه* يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده* إجلالاً* وهيبة* ومخافة* ومحبة* ورجاء* وتعظيماً* وتوكلاً* ويمتلئ بذلك* وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين* ومتى كان كذلك لم تبق فيه محبة* ولا إرادة* ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه* وينتفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإرادتها* ووسواس الشيطان.
فمن أحب شيئا* وأطاعه* وأحب عليه* وأبغض عليه* فهو إلهه* فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا الله* ولا يوالي ولا يعادي إلا لله* فالله إلهه حقاً* ومن أحب لهواه وأبغض له* ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان: 43].
(فضل كلمة الإخلاص):
لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة* وثمرات عديدة* ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط* ولا تتحقق إلا لمن قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها* ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" متفق عليه. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا ا لله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال.
إن من يقول كلمة الإخلاص عاداً وتقليداً دون ان يخالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يقال إنه قالها مخلصاً بها لله* ومثله من يقولها وهو مصر على ذنب وقتها ومن به* فإن هذا ينافي الإخلاص فيها وكمال المحبة لصاحبها*ومثل هؤلاء هم من يفتن عنها عند الموت ويحال بينه وبين النطق بها* وكذلك عند يسأل عن ربه فيقول: "لا أدري* سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته" رواه أحمد وأبوداود.
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث* فإن ثمرتها مشروطة بأن يقولها بإخلاص ويقين تام وهذا معنى قوله: "يبتغي بها وجه الله"* ومن ثم فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء* وإذا كان الله أحب إليه من كل شيىء كان محباً لمحبوباته وأوامره* مبغضاً لمنهياته* مسارعاً بالامتثال والانقياد* ولا يبقى إرادة لما حرم الله* ولا كراهة لما أمر الله به ومن كان هذا حاله غفرت ذنوبه السابقة مهما بلغت وزكا حمله وصلح حاله في الدنيا وحاله في الآخرة.
(أركانها): للشهادة ركنان: نفي في قوله: "لا إله". إثبات في قوله: "إلا الله".
"فلا إله" نفت الألوهية عن كل شيء سوى الله* وإلا الله" أثبتت الألوهية لله وحده لاشريك له.
شروط لا إله إلا اللّه:
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة* ولا تصح إلا إذا اجتمعت* واستكملها العبد* والتزمها بدون مناقضة لشيء منها* وليس المراد من ذلك عدّ ألفاظها وحفظها* فكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم* وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها! وهذه الشروط هي:
1. العلم:
والمراد به: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً* وما تستلزمه من عمل* فإذا علم العبد أن -الله عز وجل- هو المعبود وحده* وأن عبادة غيره باطلة* وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها* وضد العلم الجهل* بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة* بل يرى جواز عبادة غير الله مع الله* قال تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله [محمد: 19]* وقال تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف: 86]* أي: من شهد بلا إله إلا الله* وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
2. اليقيـن:
وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن قلبه إليه* دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس* بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً. فلا بد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله -تعالى- وبطلان إلهية من عداه* وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيء من أنواع التأله والتعبد* فإن شك في شهادته أو توقف في بطلان عبادة غير الله* كأن يقول: أجزم بألوهية الله ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره؛ بطلت شهادته* ولم تنفعه* قال تعالى: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا [الحجرات: 15].
3. القبول:
القبول يعني: أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه* فيصدق الأخبار ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويقبل ذلك كله* ولا يرد منه شيئاً* ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد* والتحريف الذي نهى الله عنه* قال تعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا [البقرة: 136].
وضد القبول: الرد؛ فإن هناك من يعلم معنى الشهادة* ويوقن بمدلولها* ولكنه يردها كبراً وحسداً* قال تعالى: فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون [الأنعام: 33]. ويدخل في الرد وعدم القبول* من يعترض على بعض الأحكام الشرعية* أو الحدود* أو يكرهها* قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [البقرة: 208].
4. الانقياد المنافي للشرك:
وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص* وهو الاستسلام والإذعان* وعدم التعقب لشيء من أحكام الله* قال تعالى: وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له [الزمر:54].
والانقياد -أيضاً- لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- والرضى به* والعمل به دون تعقب أو زيادة أو نقصان* وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله* وأيقن بها* وقبلها* ولكنه لم ينقد* ولم يذعن* ولم يستسلم ولم يعمل بمقتضى ما علم؛ فإن ذلك لا ينفعه.
5. الصدق:
وهو الصدق مع الله* وذلك بأن يكون صادقاً في إيمانه* صادقاً في عقيدته* ومتى كان كذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء من كتاب ربه* وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالصدق أساس الأقوال* ومن الصدق أن يصدق في عبادته* وأن يبذل الجهد في طاعة الله* وحفظ حدوده* قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119]* وضد الصدق الكذب* فإن كان العبد كاذباً في إيمانه؛ لا يعد مؤمناً بل هو منافق* وإن نطق بالشهادة بلسانه* فإن هذه الشهادة لا تنجيه.
ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله -سبحانه- أمرنا بطاعته وتصديقه* وقرن ذلك بطاعته -سبحانه وتعالى-.
6. الإخلاص :
وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية عن جميع شوائب الشرك* وذلك بأن تصدر عنه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله* وابتغاء مرضاته* ليس فيها شائبة رياء أو سمعة* أو قصد نفع* أو غرض شخصي* أو الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو ح** يستسلم له بغير هدى من الله* قال تعالى: ألا لله الدين الخالص [الزمر: 3]. وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين [البينة: 5].
وضد الإخلاص: الشرك والرياء ابتغاء غير وجه الله* فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً [الفرقان: 23]* فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله لأنه فقد الأصل. قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً [النساء: 48].
7. المحبة:
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة ولما دلت عليه واقتضته؛ فيحب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)* ويقدم محبتهما على كل محبة* ويقوم بشروط المحبة ولوازمها* فيحب الله محبّة مقرونة بالإجلال والتعظيم* والخوف والرجاء* ومن المحبة تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها* ومن المحبة -أيضاً- أن يكره ما يكرهه الله* فيكره الكفار لكفرهم ويبغضهم* ويعاديهم* ويكره الكفر والفسوق والعصيان* وعلامة هذه المحبة؛ الانقياد لشرع الله* واتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) في كل شيء* قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم [آل عمران: 31].
وضد المحبة الكراهية لهذه ا لكلمة* ولما دلت عليه* وما اقتضته* أو محبة غير الله مع الله* قال تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم [محمد: 9].
ومما ينافي المحبة: بغض الرسول (صلى الله عليه وسلم) وموالاة أعداء الله* ومعاداة أولياء الله المؤمنين.
(معنى شهادة أنّ محمداً رسول الله):
معناها: طاعته فيما أمر* وتصديقه فيما أخبر* واجتناب ما عنه نهى وزجر* وأن لا يعبد ا لله إلا بما شرع* فلا بد للمسلم من تحقيق أركان تلك الشهادة* فلا يكون كامل الشهادة له بالرسالة من قالها بلسانه وترك أمره* وارتكب نهيه* وأطاع غيره* أو تعبّد الله بغير شريعته* قال (صلى الله عليه وسلم) : "من أطاعني فقد أطاع الله* ومن عصاني فقد عصى الله" رواه البخاري* وقال (صلى الله عليه وسلم) : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد" متفق عليه.
* ومن مقتضى هذه الشهادة -أيضاً- أن لا يعتقد أن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقاً في الربوبية* وتصريف الكون* أو حقاً في العبادة* بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يُعبد* ورسول لا يُكذب* ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع والضر إلا ما شاء الله.