في دراسة ميدانية جديدة :
لا يوجد حي في دمشق أو ريفها يخلو من اللاشمانيا .
12 مليون إصابة عالمياً منها 17709 في سوريا وحدها.
حبة حلب، حبة الضمير، حبة الشرق كلها تسميات لداء طفيلي وهو اللاشمانيا والتي تسمى أيضاً بحبة السنة لأن الآفة تُشفى وسطياً خلال سنة تاركة ندبة مشوهة معيبة إذا لم تُعالج ..
للإطلاع على واقع هذه المشكلة زارت مجلة عالم الصحة المركز الرئيسي لداء اللاشمانيا في دمشق الواقع في منطقة مزة 86 حيث لم نجد فيه أي مريض على الإطلاق ، وعند السؤال عن السبب قيل لنا المركز يستقبل المرضى فقط الأحد والاثنين من كل أسبوع .
مركز مزة 86 الخاص باللاشمانيا :
في المركز التقينا د. رندة الحجار رئيسة المركز وسألناها عن اللاشمانيا ما هي وكيف تتم محاولات المكافحة في بلدنا ، فقالت:
اللاشمانيا طفيلي يصيب كافة الأعمار في المناطق الموبوءة ضمن فترة حضانة تتراوح بين بضعة أسابيع وعدة أشهر لذلك نجد أن الإصابة التي تبدأ مثلاً في نيسان وأيار تظهر أعراضها في نهاية الصيف ضمن أقصى تقدير ، بحيث تكون فترة الحضانة قد أخذت مفعولها إذ تتجول النقاط في الوجه إلى حبوب صغيرة اللون في مكان اللدغ ثم تصبح بثوراً جلدية حمراء غير مؤلمة وغير حكاكة تتقرح بعد أسبوع وينتفخ سطحها لتشكل قرحة اللاشمانيا لتستمر حوالي سنة ثم تتندب وتنغلق وخلال بقائها مكشوفة، تقوم الحشرة الناقلة بلدغ الإنسان المصاب ونقل المرض إلى إنسان سليم ولذلك نوجه الإخوة المواطنين إلى ضرورة مراجعة أحد مراكزنا (عش الورور، دمر البلد، أو مساكن الحرس، مزة 86، الزاهرة الجديدة، السومرية، الهلال الأحمر، بسام عبود (ركن الدين)، نصر الدين حسن (القدم).
عندما يجد أنه ظهرت له حبة غريبة ولم تختفي بعد 3 أسابيع
أما عن أسباب انتشارها بسورية فقالت د. الحجار:
الأسباب هي:
– بثور قديمة تحوي شروط وبائية ملائمة لنمو الناقل .
– نقص الشروط الصحية العامة (صرف صحي مكشوف، ورم، قمامة) .
– تقلص استخدام رش المبيدات الحشرية ومكافحة الملاريا .
– الهجرة الداخلية ساهمت إلى حد كبير في نشر الداء خاصة من يكثرون الذهاب إلى حلب أو إدلب في مثل هذه الأيام وينامون بشكل مكشوف في العراء لأن الإصابة تكون خلال فترة اليوم حصرياً.
– التوسع السكاني والزراعي يغير رطوبة التربة ويبدلها.
– عدم الوعي الصحي لدى المواطن .
كما التقينا في المركز د. نعمات الصغير ود. حنان محرز ود. ضحى زينو حيث ميزن بين أنواع اللاشمانيا الثلاثة :
جلدية- حشوية- مخاطية .
وكيف أن التركيز الأساسي للمركز ينصب على الجلدية التي يُعنى المركز بصورة مباشرة بمعالجتها وأكدن أن نوعية الطفيلي الذي ينتقل للإنسان هو الذي يحدد نوعية اللاشمانيا التي سيُصاب بها لاحقاً وأن المركز يقوم بمحاضرات تثقيفية لهذا الغرض.
ويقوم المركز بإجراء تقص دائم حسبما أخبرنا أحد أعضاء فريق التقصي السيد محمد بحطيطي عبر متابعة عناوين المصابين ودراسة ميدانية مع رش المناطق المتوقع إصابتها أو المصابة سابقاً بصورة دائمة .
مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية :
لمزيد من المعلومات التقينا د. محمد معروف المتخصص في هذا المجال /كلية الصيدلة جامعة دمشق ورئيس مخبر مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية فقال:
لقد أجريت دراسة بدأتها عام 2024 دامت3 سنوات بينت في توزع الحالات في المناطق المختلفة حيث تركز العدد الأكبر من حالات الإصابة بداء اللاشمانيا في 9 أحياء هي دمر، برزة البلد، المزة السومرية، ركن الدين، مزة جبل، مزة 86 ، قاسيون، حي تشرين بينما شملت قائمة المناطق المحيطة بمدينة دمشق التي احتوت على أعلى نسب للإصابات في قدسيا، ضاحية مساكن الحرس، التل، جديدة عرطوز، جديدة الوادي، الهامة، قطنا، المعضمية، داريا، وضاحية الأسد .
ولاحظت أن معظم الحالات تركز فترة إصابتها ما بين ك2 وحزيران وقد بدأ الانخفاض ما بين بداية الدراسة ونهايتها بعدد الإصابات وتجدر الإشارة على أنه لا يوجد أي حي في دمشق أو ريفها إلا وجدنا فيه إصابة واحدة على الأقل ولذلك تستطيع القول أن لدينا مشكلة حقيقة يجب التركيز عليها في هذا السياق وألا نغض الطرف ونعتبرها أمراً عارضاً ،وقد درسنا هذه الحالات بطريقتين الأولى : معاينة المرضى الواردين إلى مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية الجامعي، والثانية :بالمتابعة الميدانية خاصة ما بين ضاحية السومرية وقطنا حيث أجرينا مسحاً كاملاً لتلك المناطق بشكل متتابع وقد اعتمدنا بجزء من الدراسة على مراكز الصحية الموزعة هناك والذي لاحظناه أن نفس المرضى كانوا قد راجعوا مستشفى الأمراض الجلدية باعتبارها المستشفى الحكومي المتخصص الوحيد وعزلنا بصفة خاصة 22 حالة من جديدة الفضل الواقع بقرب مكب للقمامة.
الصحة البيئية
أما د. عاطف الطويل رئيس دائرة صحية البيئة في وزارة الصحة فقال إن العدد الإجمالي في سورية قد تناقص من 29100 عام 1997 إلى 18732 عام 2024 وإلى 17709 عام 2024 نسبتها الكبرى بحلب (10295) هذا بالنسبة للاشمانيا الجلدية أما الحشوية فتكاد لا تتجاوز 12 إصابة بإحصائيات 2024 بعد أن كانت /56/ عام 1999
عالمياً يقدر عدد المصابين بـ12 مليون بواقع 2 مليون سنوياً (1.5 مليون حالة لاشمانيا جلدية،5 % مليون حالة إصابة لاشمانيا حشوية)
ذبابة الرمل
وهي حشرة صغيرة تسمى بذبابة الرمل هي التي تسبب الإصابة عبر لدغها للإنسان ضمن فترة الليل وحتى الفجر فهذه هي الفترة لنشاطها حيث تستفيد من نوم الأشخاص في القرى والبلدات أو حتى في المدينة نتيجة حر الصيف في العراء بعدها تختبئ خلال النهار في شقوق الأشجار أو شقوق البيوت والاسطبلات وأكوام الحطب والخطير في الأمر هو اختباؤها بعد اللدغ في غرف النوم لتعاود نشاطها في مساء اليوم التالي ومن ثم لتتكاثر في تراكمات روث الحيوانات أو مقالب القمامة أو أمام البيوت البلاستيكية وبقايا المداجن ولا شك أن مكافحة تكاثرها تنطلق من إلغاء تلك المظاهر المؤذية للبيئة والمسببة لاستمرار أذية الحشرة.
ويتابع د. الطويل قائلاً:
إن اعتماد الرش الصحيح بوقت فترة نشاط الحشرة أي ليلاً كفيل بالقضاء عليها إضافة لما تم ذكره أما بعض أنواع الرش التي نشهده في وضح النهار فهي لا تؤذي إلا الإنسان فقط فالحشرة تكون في هذا الوقت مختبئة.
من جهة ثانية فهناك طريقة تساعد الحشرة على النمو هو وجود (قوارض- كلاب شاردة) فالقضاء عليها يسرع من مراحل عدم انتشارها عبر تحسين البيئة بحراثة الأرض عمقياً بهدف تدمير الجحور واقتلاع نبات الشنان والأتربلكس ومن ثم زراعتها بأشجار زيتون وقد أعطت هذه التجربة نتائج جيدة بإشراف منظمة الصحة العالمية
وهناك طريقة الأعداء الطبيعي للقوارض (ثعابين- طيور جارحة- ثعلب ابن آوى….).
مكافحة متكاملة
ويتابع الطويل تقوم المكافحة المتكاملة على تنفيذ إجراءات أساسية أبرزها:
– الإصلاح البيئي ( تجفيف مواضع تكاثر الذبابة).
– مكافحة العامل الناقل (ذبابة الرمل).
– مكافحة الخازن (القوارض) .
– القضاء على الطفيلي (علاج المرض).
– أساليب الوقاية الجماعية والشخصية.
– من جانب آخر يجب تركيز عدة وزارات معينة بهذا الأمر مع بعضها لتطويق المرض.
توصيات لوزارة الإدارة المحلية:
– تفعيل دور المجلس الصحي الفرعي في المحافظة من حيث وضعه بصورة حجم المشكلة .
– إجراءات اجتماعية دورية شهرية مع رؤساء بلديات القرى والأحياء ذات الخطورة العالية ومتابعة الإجراءات والحلول للمشاكل البيئية وما تم تنفيذه، ويتم التركيز فيها على إيجاد صرف صحي آمن- ترحيل القمامة وإبعادها عن التجمعات السكنية- مكافحة الكلاب الشاردة- إبعاد (المداجن والمباقر) من ضمن التجمعات السكنية ما أمكن والتخلص السليم من فضلات المداجن والأبقار يومياً بترحيلها إلى خارج المناطق السكنية بتغطية فضلاتها بطبقة من الكلس الحي أو الرمل أو تقليبها أسبوعياً وذلك لمنع توالد بيوض الذباب الرملي.
– قيام البلديات بحملات رش ضبابية في الصباح الباكر أو عند الغروب صيفاً (فترة نشاط الذباب الرملي) .
توصيات لوزارة التربية:
– تنفيذ دورات تثقيفية للمساعدات والمثقفات الصحيات في المدارس وتهيئتهم للقيام بمسوحات في المدارس عن إصابات اللاشمانيا وخاصة في أشهر السنة 11-12-1-2-3-4 .
– إعطاء محاضرات وندوات في معسكرات الطلائع والشبيبة عن المرض والوقاية منه.
– التوعية الصحية حول المرض من خلال اجتماعات أولياء الطلاب الدورية.
توصيات لوزارة الزراعة:
– تفعيل دور الوحدات الإرشادية للقضاء على القارض الصحراوي(الجربوع) كخازن للاشمانيا في (الضمير، الرمدان، القريتين، تدم، دير الزور، الحسكة، الشدادي وقراها).
– مكافحة الكلاب الشاردة الخازن لمرض اللاشمانيا الحشرية في (إدلب، اللاذقية، حلب، طرطوس).
– المساهمة بحملات الرش من خلال منظومة الرش الخاصة بها.
توصيات للخدمات الطبية العسكرية:
– مسوحات للمعسكرات والتجمعات السكنية العسكرية للكشف عن الإصابات وإحالتها ومعالجتها.
– التعاون بالإبلاغ عن الإصابات المثبتة مخبرياً مع عناوينهم في التقرير الشهري.
– تحسين الشروط الصحية ضمن وحول التجمعات السكانية العسكرية.
– الاهتمام بنظافة المعسكرات ومكافحة القوارض والكلاب حولها.
– تفعيل التثقيف والوقاية من المرض من خلال محاضرات وإلزام المجندين والضباط بالنوم تحت الناموسية خاصة في المناطق التي يتم تسجيل الإصابات فيها.
توصيات لوزارة التعليم العالي:
– إبلاغ وزارة الصحة شهرياً بقائمة أسماء المصابين المثبتين مخبرياً مع عناوينهم ليتسنى لوزارة الصحة اتخاذ الإجراءات لكسر حلقة سراية المرض.
– التنسيق مع وزارة الصحة في موضوع بروتوكول العلاج والدراسات الحديثة عن المرض والسيطرة عليه من خلال تزويد وزارة الصحة بأبحاث رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات والمعاهد حول اللاشمانيا الجلدية أو الحشوية.
المتابعة والتقييم:
– من خلال جولات ميدانية من قبل عناصر دائرة البرداء مع عناصر مراكز اللاشمانيا مع تقويم لكل مرحلة من مراحل الخطة واتخاذ الإجراءات والحلول المناسبة لتذليل العقبات والمعوقات وتفعيل التنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى بشكل بناء
منقووول للاهمية ,,
في دراسة ميدانية جديدة :
لا يوجد حي في دمشق أو ريفها يخلو من اللاشمانيا .
12 مليون إصابة عالمياً منها 17709 في سوريا وحدها.
حبة حلب، حبة الضمير، حبة الشرق كلها تسميات لداء طفيلي وهو اللاشمانيا والتي تسمى أيضاً بحبة السنة لأن الآفة تُشفى وسطياً خلال سنة تاركة ندبة مشوهة معيبة إذا لم تُعالج ..
للإطلاع على واقع هذه المشكلة زارت مجلة عالم الصحة المركز الرئيسي لداء اللاشمانيا في دمشق الواقع في منطقة مزة 86 حيث لم نجد فيه أي مريض على الإطلاق ، وعند السؤال عن السبب قيل لنا المركز يستقبل المرضى فقط الأحد والاثنين من كل أسبوع .
مركز مزة 86 الخاص باللاشمانيا :
في المركز التقينا د. رندة الحجار رئيسة المركز وسألناها عن اللاشمانيا ما هي وكيف تتم محاولات المكافحة في بلدنا ، فقالت:
اللاشمانيا طفيلي يصيب كافة الأعمار في المناطق الموبوءة ضمن فترة حضانة تتراوح بين بضعة أسابيع وعدة أشهر لذلك نجد أن الإصابة التي تبدأ مثلاً في نيسان وأيار تظهر أعراضها في نهاية الصيف ضمن أقصى تقدير ، بحيث تكون فترة الحضانة قد أخذت مفعولها إذ تتجول النقاط في الوجه إلى حبوب صغيرة اللون في مكان اللدغ ثم تصبح بثوراً جلدية حمراء غير مؤلمة وغير حكاكة تتقرح بعد أسبوع وينتفخ سطحها لتشكل قرحة اللاشمانيا لتستمر حوالي سنة ثم تتندب وتنغلق وخلال بقائها مكشوفة، تقوم الحشرة الناقلة بلدغ الإنسان المصاب ونقل المرض إلى إنسان سليم ولذلك نوجه الإخوة المواطنين إلى ضرورة مراجعة أحد مراكزنا (عش الورور، دمر البلد، أو مساكن الحرس، مزة 86، الزاهرة الجديدة، السومرية، الهلال الأحمر، بسام عبود (ركن الدين)، نصر الدين حسن (القدم).
عندما يجد أنه ظهرت له حبة غريبة ولم تختفي بعد 3 أسابيع
أما عن أسباب انتشارها بسورية فقالت د. الحجار:
الأسباب هي:
– بثور قديمة تحوي شروط وبائية ملائمة لنمو الناقل .
– نقص الشروط الصحية العامة (صرف صحي مكشوف، ورم، قمامة) .
– تقلص استخدام رش المبيدات الحشرية ومكافحة الملاريا .
– الهجرة الداخلية ساهمت إلى حد كبير في نشر الداء خاصة من يكثرون الذهاب إلى حلب أو إدلب في مثل هذه الأيام وينامون بشكل مكشوف في العراء لأن الإصابة تكون خلال فترة اليوم حصرياً.
– التوسع السكاني والزراعي يغير رطوبة التربة ويبدلها.
– عدم الوعي الصحي لدى المواطن .
كما التقينا في المركز د. نعمات الصغير ود. حنان محرز ود. ضحى زينو حيث ميزن بين أنواع اللاشمانيا الثلاثة :
جلدية- حشوية- مخاطية .
وكيف أن التركيز الأساسي للمركز ينصب على الجلدية التي يُعنى المركز بصورة مباشرة بمعالجتها وأكدن أن نوعية الطفيلي الذي ينتقل للإنسان هو الذي يحدد نوعية اللاشمانيا التي سيُصاب بها لاحقاً وأن المركز يقوم بمحاضرات تثقيفية لهذا الغرض.
ويقوم المركز بإجراء تقص دائم حسبما أخبرنا أحد أعضاء فريق التقصي السيد محمد بحطيطي عبر متابعة عناوين المصابين ودراسة ميدانية مع رش المناطق المتوقع إصابتها أو المصابة سابقاً بصورة دائمة .
مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية :
لمزيد من المعلومات التقينا د. محمد معروف المتخصص في هذا المجال /كلية الصيدلة جامعة دمشق ورئيس مخبر مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية فقال:
لقد أجريت دراسة بدأتها عام 2024 دامت3 سنوات بينت في توزع الحالات في المناطق المختلفة حيث تركز العدد الأكبر من حالات الإصابة بداء اللاشمانيا في 9 أحياء هي دمر، برزة البلد، المزة السومرية، ركن الدين، مزة جبل، مزة 86 ، قاسيون، حي تشرين بينما شملت قائمة المناطق المحيطة بمدينة دمشق التي احتوت على أعلى نسب للإصابات في قدسيا، ضاحية مساكن الحرس، التل، جديدة عرطوز، جديدة الوادي، الهامة، قطنا، المعضمية، داريا، وضاحية الأسد .
ولاحظت أن معظم الحالات تركز فترة إصابتها ما بين ك2 وحزيران وقد بدأ الانخفاض ما بين بداية الدراسة ونهايتها بعدد الإصابات وتجدر الإشارة على أنه لا يوجد أي حي في دمشق أو ريفها إلا وجدنا فيه إصابة واحدة على الأقل ولذلك تستطيع القول أن لدينا مشكلة حقيقة يجب التركيز عليها في هذا السياق وألا نغض الطرف ونعتبرها أمراً عارضاً ،وقد درسنا هذه الحالات بطريقتين الأولى : معاينة المرضى الواردين إلى مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية الجامعي، والثانية :بالمتابعة الميدانية خاصة ما بين ضاحية السومرية وقطنا حيث أجرينا مسحاً كاملاً لتلك المناطق بشكل متتابع وقد اعتمدنا بجزء من الدراسة على مراكز الصحية الموزعة هناك والذي لاحظناه أن نفس المرضى كانوا قد راجعوا مستشفى الأمراض الجلدية باعتبارها المستشفى الحكومي المتخصص الوحيد وعزلنا بصفة خاصة 22 حالة من جديدة الفضل الواقع بقرب مكب للقمامة.
الصحة البيئية
أما د. عاطف الطويل رئيس دائرة صحية البيئة في وزارة الصحة فقال إن العدد الإجمالي في سورية قد تناقص من 29100 عام 1997 إلى 18732 عام 2024 وإلى 17709 عام 2024 نسبتها الكبرى بحلب (10295) هذا بالنسبة للاشمانيا الجلدية أما الحشوية فتكاد لا تتجاوز 12 إصابة بإحصائيات 2024 بعد أن كانت /56/ عام 1999
عالمياً يقدر عدد المصابين بـ12 مليون بواقع 2 مليون سنوياً (1.5 مليون حالة لاشمانيا جلدية،5 % مليون حالة إصابة لاشمانيا حشوية)
ذبابة الرمل
وهي حشرة صغيرة تسمى بذبابة الرمل هي التي تسبب الإصابة عبر لدغها للإنسان ضمن فترة الليل وحتى الفجر فهذه هي الفترة لنشاطها حيث تستفيد من نوم الأشخاص في القرى والبلدات أو حتى في المدينة نتيجة حر الصيف في العراء بعدها تختبئ خلال النهار في شقوق الأشجار أو شقوق البيوت والاسطبلات وأكوام الحطب والخطير في الأمر هو اختباؤها بعد اللدغ في غرف النوم لتعاود نشاطها في مساء اليوم التالي ومن ثم لتتكاثر في تراكمات روث الحيوانات أو مقالب القمامة أو أمام البيوت البلاستيكية وبقايا المداجن ولا شك أن مكافحة تكاثرها تنطلق من إلغاء تلك المظاهر المؤذية للبيئة والمسببة لاستمرار أذية الحشرة.
ويتابع د. الطويل قائلاً:
إن اعتماد الرش الصحيح بوقت فترة نشاط الحشرة أي ليلاً كفيل بالقضاء عليها إضافة لما تم ذكره أما بعض أنواع الرش التي نشهده في وضح النهار فهي لا تؤذي إلا الإنسان فقط فالحشرة تكون في هذا الوقت مختبئة.
من جهة ثانية فهناك طريقة تساعد الحشرة على النمو هو وجود (قوارض- كلاب شاردة) فالقضاء عليها يسرع من مراحل عدم انتشارها عبر تحسين البيئة بحراثة الأرض عمقياً بهدف تدمير الجحور واقتلاع نبات الشنان والأتربلكس ومن ثم زراعتها بأشجار زيتون وقد أعطت هذه التجربة نتائج جيدة بإشراف منظمة الصحة العالمية
وهناك طريقة الأعداء الطبيعي للقوارض (ثعابين- طيور جارحة- ثعلب ابن آوى….).
مكافحة متكاملة
ويتابع الطويل تقوم المكافحة المتكاملة على تنفيذ إجراءات أساسية أبرزها:
– الإصلاح البيئي ( تجفيف مواضع تكاثر الذبابة).
– مكافحة العامل الناقل (ذبابة الرمل).
– مكافحة الخازن (القوارض) .
– القضاء على الطفيلي (علاج المرض).
– أساليب الوقاية الجماعية والشخصية.
– من جانب آخر يجب تركيز عدة وزارات معينة بهذا الأمر مع بعضها لتطويق المرض.
توصيات لوزارة الإدارة المحلية:
– تفعيل دور المجلس الصحي الفرعي في المحافظة من حيث وضعه بصورة حجم المشكلة .
– إجراءات اجتماعية دورية شهرية مع رؤساء بلديات القرى والأحياء ذات الخطورة العالية ومتابعة الإجراءات والحلول للمشاكل البيئية وما تم تنفيذه، ويتم التركيز فيها على إيجاد صرف صحي آمن- ترحيل القمامة وإبعادها عن التجمعات السكنية- مكافحة الكلاب الشاردة- إبعاد (المداجن والمباقر) من ضمن التجمعات السكنية ما أمكن والتخلص السليم من فضلات المداجن والأبقار يومياً بترحيلها إلى خارج المناطق السكنية بتغطية فضلاتها بطبقة من الكلس الحي أو الرمل أو تقليبها أسبوعياً وذلك لمنع توالد بيوض الذباب الرملي.
– قيام البلديات بحملات رش ضبابية في الصباح الباكر أو عند الغروب صيفاً (فترة نشاط الذباب الرملي) .
توصيات لوزارة التربية:
– تنفيذ دورات تثقيفية للمساعدات والمثقفات الصحيات في المدارس وتهيئتهم للقيام بمسوحات في المدارس عن إصابات اللاشمانيا وخاصة في أشهر السنة 11-12-1-2-3-4 .
– إعطاء محاضرات وندوات في معسكرات الطلائع والشبيبة عن المرض والوقاية منه.
– التوعية الصحية حول المرض من خلال اجتماعات أولياء الطلاب الدورية.
توصيات لوزارة الزراعة:
– تفعيل دور الوحدات الإرشادية للقضاء على القارض الصحراوي(الجربوع) كخازن للاشمانيا في (الضمير، الرمدان، القريتين، تدم، دير الزور، الحسكة، الشدادي وقراها).
– مكافحة الكلاب الشاردة الخازن لمرض اللاشمانيا الحشرية في (إدلب، اللاذقية، حلب، طرطوس).
– المساهمة بحملات الرش من خلال منظومة الرش الخاصة بها.
توصيات للخدمات الطبية العسكرية:
– مسوحات للمعسكرات والتجمعات السكنية العسكرية للكشف عن الإصابات وإحالتها ومعالجتها.
– التعاون بالإبلاغ عن الإصابات المثبتة مخبرياً مع عناوينهم في التقرير الشهري.
– تحسين الشروط الصحية ضمن وحول التجمعات السكانية العسكرية.
– الاهتمام بنظافة المعسكرات ومكافحة القوارض والكلاب حولها.
– تفعيل التثقيف والوقاية من المرض من خلال محاضرات وإلزام المجندين والضباط بالنوم تحت الناموسية خاصة في المناطق التي يتم تسجيل الإصابات فيها.
توصيات لوزارة التعليم العالي:
– إبلاغ وزارة الصحة شهرياً بقائمة أسماء المصابين المثبتين مخبرياً مع عناوينهم ليتسنى لوزارة الصحة اتخاذ الإجراءات لكسر حلقة سراية المرض.
– التنسيق مع وزارة الصحة في موضوع بروتوكول العلاج والدراسات الحديثة عن المرض والسيطرة عليه من خلال تزويد وزارة الصحة بأبحاث رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات والمعاهد حول اللاشمانيا الجلدية أو الحشوية.
المتابعة والتقييم:
– من خلال جولات ميدانية من قبل عناصر دائرة البرداء مع عناصر مراكز اللاشمانيا مع تقويم لكل مرحلة من مراحل الخطة واتخاذ الإجراءات والحلول المناسبة لتذليل العقبات والمعوقات وتفعيل التنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى بشكل بناء
منقووول للاهمية ,,