كان لك جذع تخطبنا عليه.. فلما كثر الناس اتخذت منبرا لتُسمعهم..
فحن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن..
فأهلك أولى بالحنين إليك حين فارقتهم
لقد بلغ من فضيلتك عند ربك، أن جعل طاعتك طاعته..
فقال:
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ الله )) ((
لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أولهم..
فقال:
(( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُم وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَعِيسَى ابنِ مَريَم ))
لقد بلغ من فضيلتك أن أهل النار يودون أن يكونوا أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون..
يقولون:
(( يَا لَيْتَنا أَطَعْنا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ ))
لئن كان موسى – عليه السلام – أعطاه الله حجرا تتفجر منه الأنهار
فما ذلك بأعجب من أصابعك حين نبع الماء منها!!
لئن كان سليمان بن داوود – عليهما السلام – أعطاه الله ريحا غدوها شهر ورواحها شهر..
فما ذلك بأعجب من البراق حين أسريت عليه إلى السماء السابعة.. ثم صليت الصبح في ليلتك بالأبطح..
لئن كان عيسى بن مريم – عليه السلام – أعطاه الله إحياء الموتى..
فما ذلك بأعجب من الشاة حين كلمتك وهي مسمومة..
فقالت:
لا تأكلني ، فإني مسمومة!!
لقد دعا نوح – عليه السلام – على قومه فقال:
)) (( رَبِّ لاَ تَذَر عَلى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرينَ دَيَّاراً
ولو دعوت مثلها لهلكنا عن آخرنا!!!
فلقد وَطِىء ظهرك.. وأُدمِيَ وجهك..
وكُسرت رُباعيتك..
فأبيت أن تقول إلا:
اللهم اغفر لقومي ، فإنهم لا يعلمون )) ((
لقد أَتبَعَكَ في قلة سنيِّك، وقِصَرِ عُمرِك ما لم يُتبِع نوحاً- عليه السلام-
في كَثرةِ سِنيِّهِ، وطُولِ عُمرِه..
فلقد آمن بك كثير، وما آمن به إلا قليل..
لو لم تجالس إلا كفؤا لك.. لما جالستنا..
ولو لم تواكل إلا كفؤا لك.. لما واكلتنا..
ولبست الصوف..
وركبت الحمار..
وأردفت خلفك..
ووضعت الطعام على الأرض..
تواضعاً منك..